هل يتسبب الذكاء الاصطناعي في غباء الطلاب
مقدمة
- من أقوال الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل عام 1945 " أنه يولد الإنسان جاهلا وليس غبيا، فما يجعله غبيا هو النظام التعليمي".
- لكن بعد إطلاق " شات جي بي تي "حذر " إيلون ماسك" من أنه يمكن لهذه التقنية أن تجعل الواجبات المنزلية عديمة الفائدة، وقال إنه عالم جديد فوداعاً لهذه الواجبات المنزلية.
- فكان التخوف من هذا التطوير بأن بجعل التعلم نهاية الطموح، واستخدام التطوير هذا كوسيلة لنشر الغباء بين الطلاب في كل المراحل وخاصة المراحل الأولى.
تاريخ من الخوف
- سقراط كان يخشى أن يؤدي الاعتماد على الكتابة إلى تآكل ذاكرتنا ويؤدي إلى فهم سطحي للحجج المهمة.
- ظهور الآلة الحاسبة في سبعينيات القرن العشرين أدى إلى حالة من الذعر بالقلق من أن الأطفال لن يتعلموا الحساب بعد الآن.
- والآن ومنذ إطلاق برنامج ChatGPT كان التخوف من اعتماد الطلاب عليه في كتابة الأبحاث وحل الواجبات المدرسة .
الذكاء الاصطناعي ليس صحيحًا دائمًا
- أظهرت دراسة حديثة أن أدوات الذكاء الاصطناعي تخطئ في ربع الحالات، وهي نسبة كبيرة جداً خاصة لمجال مثل مجال التعليم.
- ومن الخطأ الجسيم أن نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يعرف كل شيء، فعلى كل الطلاب بعدم الثقة في كل الإجابات والنتائج التي يحصلون عليها من نماذج الذكاء الاصطناعي.
دعني أفكر لك
الذكاء الاصطناعي الان يعدنا بالتفكير نيابة عنا، ففي الماضي كنا ننقل المعلومات الى مكان آخر، ولكننا الان يمكننا نقل عملية التفكير بأكملها الى التكنولوجيا، فأصبحت التكنولوجيا تقول "يمكنني التفكير نيابة عنك"
- فنحن نشعر الان بنقل أدمغتنا إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي.
كسل وراحة العقل البشري
- تولي أداة الذكاء الاصطناعي التفكير بدلاً من العقل البشري، يصيب الطالب بالكسل والميل الى الراحة في التفكير أو النقد، حتى يصل الأمر إلى العجز عن الاعتماد على عقولنا في كل أمورنا التعليمية والوظيفية.
- ادمان الطلاب في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يجعل تركيزهم في التأكد من صحة نتائجه، بدلاً من تطوير مهارات التفكير لديهم، مما يؤدي ذلك الى ضمور قدراتهم العقلية.
ممارسة الغش الصريح
- استخدام الطلاب الذكاء الاصطناعي للتفكير نيابة عنهم، يعتبر بمثابة "الغشّ الصريح".
- الطلاب يستخدمون الذكاء الاصطناعي للغش، فيجعل الذكاء الاصطناعي يكتب بحثاً أو مقالاً، ويجري اختباراً أو يحل مسابقة، والنتيجة في النهاية هي الانتحال والغش وتأخر التعلم.
- مع تزايد انتشار روبوتات الذكاء الاصطناعي زادت مشكلة الغش والاعتماد عليها في كتابة الأبحاث التعليمية، وكتابة الواجبات المدرسية.
- مما جعل بعض المعلمون البريطانيون يلجأون لبرامج ذكاء اصطناعي لمعرفة ان كان الطلبة يغشون في الأبحاث والواجبات المدرسة ، أم لا .
انتهاك حقوق الطبع والنشر
قد يقوم الطالب بانتحال واستخدام محتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي على أنه خاص به، مما يعد انتهاكاً لحقوق الطبع والنشر.
- الطلاب يقومون باختلاس المحتوى من الروبوتات الحوارية، ويجدون من الأسهل إعطاء تكليفات كتابة المقالات وغيرها من المهام لأدوات الذكاء الاصطناعي من دون الإشارة إلى المصدر.
تدهور القدرات المعرفية
أشار الباحثون إلى أن الاستخدام غير السليم للذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية التي ينبغي الحفاظ عليها، وأن الاعتماد على الألة يهدد بترك عضلاتنا المعرفية ضامرة وغير مستعدة، عندما تكون هناك حاجة إليها.
- يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى انخفاض في قدرة الطلاب على الاحتفاظ بالمعرفة.
تشجيع التعلم السلبي
- وجد الباحثين أيضاً أن الذكاء الاصطناعي يُشجّع على التعلم السلبي ، إذ يستهلك الطلاب المعلومات بدلًا من إنتاجها.
- نلاحظ أن الطلاب في البداية يقومون باستخدام الذكاء الاصطناعي لإنجاز واجباتهم دون فهم حقيقي للمادة، وبالتالي قد لا يكتسبون سوى فهم سطحي للمادة، وباستمرار هذا الاعتماد فلن يتمكنوا من تعزيز هذا الفهم مع تقدمهم في التعلم، مما سيؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي.
صعوبة في حل المشكلات
- قد يواجه الطالب في مستقبله العملي صعوبة في حل المشكلات التي تواجهه في مجال عمله، وعدم القدرة في أخذ القرارات، وبالتالي قلة الابداع الوظيفي، في حالة استبدال قدراته في التفكير بالاعتماد الكلي على أدوات الذكاء الاصطناعي.
التأثير السلبي على أداء العاملين
- المجال المهني تأثر بشكل كبير ببرامج الدردشة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، حيث قال بعض العاملين إنهم يشعرون الآن بالعجز دون أدوات الذكاء الاصطناعي، وقال أحد العاملين في مجال البرمجة أنه لم يعد قادراً الان على اجراء البرمجة بنفسه.
التأثير على وظائف المستقبل
- تشير بعض التقارير إلى قلق المعلمين من اعتماد الطلاب المفرط على الذكاء الاصطناعي للقيام ببعض التفكير نيابةً عنهم، مما يعكس اثاراً خطيرة على العمل في المستقبل.
- وفي دراسة أجريت على بعض العاملين في مجال علوم الكمبيوتر والتعليم والأعمال والإدارة، فوجد الباحثون أن أقل ميلًا إلى استخدام أدمغتهم، وركنوا إلى الراحة بسبب الذكاء الاصطناعي.
إعاقة التعلم المستقل والابتكار
قد يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي لأغراض تعليمية إلى إعاقة تطوير مهارات التفكير النقدي وقدرات حل المشكلات لدى الطلاب، مما قد يؤدي إلى إعاقة قدرتهم على التعلم المستقل والابتكار.
فقدان الذاكرة الرقمية
- نظراً لانتشار محركات البحث وسهولتها وتوافرها في كل الأماكن وعلى كل الأجهزة، أدى ذلك الى تعود الطالب عليها وجعلته ينسى المعلومة بمجرد الحصول عليها، وواثق من أنها المنقذ في كل وقت وكل مكان.
- استخدام الطلاب المفرط لأدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يؤدي إلى ضعف الذاكرة وتراجع التحصيل الدراسي.
قلة التفاعل البشري
لا تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي محاكاة التعلم الاجتماعي والعاطفي الذي يحدث من خلال العلاقات البشرية، مما يكون له بالغ الأثر لتعليم الطلاب التعليم الشامل والمتكامل.
- الاستخدام المفرط لأدوات الذكاء الاصطناعي يُدخل الطالب في حالة من العزلة الاجتماعية وعدم القدرة على التفاعل الإيجابي مع الأخرين، ولتفادي ذلك يجب إتاحة الأنشطة التعليمية المختلفة لتحقيق التفاعل مع الاخرين .
عدم قدرة الطلاب على التفكير بأنفسهم
- وجد بعض الباحثين علاقة سلبية كبيرة بين الاستخدام المتكرر لأدوات الذكاء الاصطناعي وقدرات التفكير النقدي، ويجعلهم يفكرون أقل، حتى يصل الأمر إلى إدمان الاعتماد على تلك أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يجعل التفكير نفسه أمر متعب وممل، ويُقلل من مشاركة الطلاب في مهام التفكير العميق.
- ولا ننسى أن التفكير النقدي أساسي لحل المشكلات والنجاح الأكاديمي والحياة خارج الفصل الدراسي.
- هناك دراسة أجرتها شركة مايكروسوفت تؤكد على أن الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للمساعدة في المهام الفكرية يُعرّض المستخدم لخطر فقدان مهارات التفكير النقدي، ويُولّد لديه شعورًا بالقلق.
- توصلت دراسة عالم نفس سلوكي في سويسرا، إلى وجود ارتباط سلبي كبير بين الاستخدام المتكرر لأدوات الذكاء الاصطناعي وقدرات التفكير النقدي.
- حتمًا هناك مواقف تتطلب من الموظفين إظهار مهارات التفكير النقدي السريع والدقيق في مهام عملهم، من دون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي .
- حذر الخبراء من الاعتماد بشكل مفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي لأداء المهام المعرفية حيث تهدد بالتبلد العقلي، مشيرين إلى أن إراحة أدمغتنا بالاعتماد على تقنيات متطورة بشكل متزايد يهدد قدرتنا على التفكير النقدي.
- هناك خطر في أن يصبح المعلمون والطلاب معتمدين بشكل مفرط على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى انخفاض مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات التي يتم تعزيزها عادةً من خلال أساليب التعلم التقليدية .
صعوبة تتبع استخدام الذكاء الاصطناعي
عند استخدام الطالب لأدوات الذكاء الاصطناعي، يكون من الصعب على المعلم تتبع تأثير هذه الأدوات على تعلم الطالب.
الى هنا .... تحياتي ... سامي حسن بدر
إرسال تعليق