ترجمة أصوات الحيوانات بالذكاء الاصطناعي
مقدمة
هل من المعقول ترجمة أصوات الحيوانات وتحويلها إلى كلمات بشرية عن طريق الذكاء الاصطناعي ؟هذا حلم يراوض الانسان مُنذ القدم، وبفضل التقدم التكنولوجي الحادث بالفترة الأخيرة، والسرعة المتزايدة لتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، جعل الانسان أن يطمح بتحقيق هذا الحلم.
- حاول تحقيق هذا الحلم شركة صينية (Baidu )، تقوم بجمع كل البيانات عن الحيوانات من حيث أصواتها، واشاراتها الفسيولوجية الانفعالية، وسلوكها، والقيام بمعالجة هذه البيانات، بالتعلم الالي العميق، ثم القيام بإجراء تحليل لتلك البيانات، للتعرف على الحالة العاطفية للحيوان.
- وحاول علماء من جامعة كاليفورنيا بعمل عدة دراسات على مجموعة من الحيوانات الاليفة من الكلاب، للتأكد من حلم هذه الشركة الصينية (Baidu)
............................................
كيفية عمل التقنية
النظام المقترح ببساطة هو يجمع بيانات متعددة من ( صوت الحيوان ، نمط سلوكه ، اشارته الفسيولوجية ) ثم دمج هذه البيانات وتحليلها لاستخلاص الحالة العاطفية للحيوان، بعد ذلك، يتم ربط هذه المشاعر بمعانٍ لفظية يُترجمها النظام إلى لغة بشرية.أولاً:
تعتمد هذه التقنية على التعلم الآلي والشبكات العصبية ومعالجة اللغات الطبيعية، وجمع ورصد وتحليل مجموعة من البيانات الحيوية من بينها : ــ1) المؤشرات الصوتية
مثل : نبرة صوت الحيوان، تردد هذا الصوت، سرعته، اتساقه ... الخ
2) الحركات الجسدية
مثل : لغة الجسد، تعابير الوجه، مقدار فتح الفم، مقدار التنفس أثناء الكلام ... الخ
3) الاستجابات الفسيولوجية
مثل : درجة الحرارة، معدل نبض ضربات القلب، مقدار النهجان، فتحة حدقة العينين، ومستوى التوتر ... الخ
4) أنماط السلوك
مثل : عادات الحيوان اليومية، مدى تفاعل الحيوان مع غيره من الحيوانات والانسان ... الخ
ثانياً :
- وضع التسجيل الآلي لأصوات الحيوانات في متناول الباحثين، مع توفير أجهزة التسجيل منخفضة التكلفة مثل "أوديو موث".ثالثاً :
- توفير مجموعات البيانات الضخمة متاحة الآن على الإنترنت، حيث يمكن ترك المسجلات في الميدان، للاستماع إلى نداءات قرود الجيبون في الغابة أو الطيور في الغابة، على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، عبر فترات طويلة من الزمن، مع تصنيف أصوات هذه الحيوانات لأنواع مختلفة حسب الخصائص الطبيعية للصوت.رابعاً :
- استخدام الشبكات العصبية العميقة للعثور على بنية مخفية في تسلسلات أصوات الحيوانات، والتي قد تكون مماثلة للبنية ذات المعنى في اللغة البشرية.............................................
طريقة تنفيذ التقنية
- استخدام العلماء لأجهزة استشعار محسّنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمراقبة تفاعل الحيوانات فيما بينها بأساليبها الخاصة والتي تختلف عن أساليب البشر.- جمع أصوات الحيوانات على أجهزة تسجيل رقمية صغيرة جداً ومحمولة وخفيفة الوزن، تشبه الميكروفونات المصغرة، تثبت داخل بيئات الحيوانات المختلفة أو على أجسامها، حتى نتمكن من تسجيل أصواتها بشكلٍ مستمر يومياً، في كل الأماكن وفي الأماكن النائية التي لا يستطع العلماء الوصول إليها بسهولة أو حتى في الظلام دون اقتراب الانسان منها.
- تحليل وتنظيم هذه البيانات الناتجة ومعالجتها باستخدام خوارزميات معالجة اللغة الطبيعية، لكن بطريقة تختلف عن معالجة لغات البشر.
- مطابقة التسجيلات الصوتية مع يظهر من السلوك التفاعلي لهذه الحيوانات مطابقة دقيقة.
............................................
مشاريع ومحاولات
تعبيرات وجه القطط
بحثًا آخر حول تعقيد تعبيرات الوجه عند القطط، والذي كشف عن أن القطط تظهر 276 تعبيرًا للوجه أثناء التفاعل مع القطط الأخرى.- كما أن تعبيرات القطط تختلف عند توجيهها نحو البشر مقارنة بالتفاعل مع القطط الأخرى، ويشكل هذا التعقيد في إشارات الوجه تحديًا لفهمها، ومن ثم العمل على استكشاف هذه الفروق الدقيقة وكشفها.
مشروع سيتي CETI
مشروع "سيتي" تمكن من فك شفرة سلاسل النقل لحيتان العنبر وأغاني حيتان الحدباء.حيث تمت مقارنة أكثر من 8 آلاف كود أو نقط للحيوانات لتحليل مشروع "سيتي" للتوصل بين الحيتان، ومختلف الحيوانات الأخرى.
ترجمة جوجل لأصوات الحيوانات
قامت جوجل على مشروع لترجمة أصوات الحيوانات لمساعدة مربي الحيوانات على فهمها بشكلٍ أفضل، وزيادة التفاعل فيما بينها، عن طريق التعرف على الكلمات والعبارات الشائعة بين الأنواع المختلفة .فك شفرة اللغة السرية للكلاب
الكلاب لديها مشاعر أكثر مما يظهر، وفي محاولة لتفريغ المشاعر الكامنة وراء نباح الكلاب، أشارت الأدلة إلى أنه يمكن التنبؤ بالأصوات التي تصدرها، أكثر بكثير من النباح العدواني، والصرير السلبي، والنباح الطبيعي، والأصوات السلبية.تطبيق ميرلين Merlin Bird ID لفهم لغة الطيور
هو تطبيق يساعدنا في التعرف على أنواع الطيور وتحديد المفردات الأساسية لبعضها من خصائص نطقها مثل التردد أو ارتفاع الصوت، وذلك بناء على مقطع صوتي قصير من تغريدة الطائر أو طريقة تواصله.ترجمة عواء الذئاب
تعمل مشاريع بحثية على تطوير خوارزميات أخرى لترجمة عواء الذئاب، وتحويل طبيعة كل عواء إلى كلمة بشرية مرادفة.فهم لغة النحل
فهم لغة نحل العسل، عن طريق الحركات الاهتزازية وإصدار الأصوات المختلفة.- فقام الباحثون بتصميم نحلة روبوتية يمكنها دخول الخلية، والتواصل مع النحل هناك، وتوجيه الأوامر له. مما يساعد في توجيه النحل نحو أزهار النباتات التي لم تُرش بالمبيدات، وبالتالي الحفاظ على أرواحها.
التعاون بين مشروع سيتي وبرنامج gpt3
هذا التعاون أثمر عن استخدام أكثر من 500 جيجابايت من الكلمات للمقارنة مع أكثر من 8 آلاف كود أو نقطة للحيوانات وإعطاء استجابات أكثر دقة للتواصل بين الحيتان والحيوانات الأخرى، بالإضافة إلى العمل على ترجمة عواء الذئاب، وتحويل طبيعة كل عواء إلى لغة بشرية عبر أداة من أدوات الذكاء الاصطناعي.مشروع أنواع الأرض (ESP)
- يحاول مشروع أنواع الأرض، وهو منظمة غير ربحية تأسست عام 2017، استخدام الذكاء الاصطناعي لفك رموز تواصل الحيوانات، وتعتقد أن فهم اللغات غير البشرية سيغيّر علاقتنا مع الطبيعة.- تعمل المنظمة على تحديد الأنماط في لغة الحيوان ثم تحليل تلك البيانات لفهم الكلام، بالإضافة إلى ربط الاتصال بالسلوك من أجل معرفة ما يمكن أن تعنيه هذه الأنماط.
- يركّز المشروع دراساته على الطيور والدلافين والفيلة ونحل العسل لمطابقة تواصلها مع سلوكها، لكن التركيز الأكبر على الثدييات البحرية مثل الحيتان الحدباء، لأن الجزء الأكبر من اتصالاتها يتم عن طريق الصوت.
فهم لغة الفئران
عن طريق تصميم أداة برمجية تُعرف باسم ديب سكويك DeepSqueak، يمكنها تحديد ومعالجة صرير الفئران تلقائياً، ما قد يساعد الباحثين الذين يستخدمون الفئران في مختلف التجارب الحيوية على التواصل معها.همهمات الخنازير
ترجم علماء دنماركيون أصوات همهمات الخنازير إلى مشاعر حقيقية لأول مرة باستخدام الذكاء الاصطناعي.............................................
أهمية الذكاء الاصطناعى في ترجمة لغة الحيوانات
الذكاء الاصطناعي له القدرة على تفسير ما يمكن أن تقوله الحيوانات الأليفة، ويعلمنا الكثير عن نوايا هذه الحيوانات، ويستخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحليل الأصوات في حيوانات مختلفة مثل الحمير الوحشية ووحيد القرن الأبيض والببغاوات لاستكشاف أنماط التواصل الخاصة بهم.- قد يساعد الأطباء البيطريون تشخيص حالات الضيق قبل ظهور الأعراض الخارجية.
يساعد علماء أحياء الحياة البرية في مراقبة صحة الأنواع المهددة بالانقراض دون الحاجة إلى وضع علامات تدخلية.
- لا تقتصر ترجمة تواصل الحيوانات على ربط الأصوات بالكلمات فحسب، بل تشمل أيضًا فهم السياق والاختلافات الفردية والإشارات الخاصة بالأنواع – وهي تحديات لطالما أعاقت علماء السلوك.
- يمكن للمزارعين استخدام هذه التقنية في تحسين الظروف البيئية للماشية والأغنام وتحسين القدرة الإنتاجية بالإضافة إلى فهم طبيعة الحيوانات مما يسهل استغلالها فيما يعود بالنفع على الإنسان.
- الحفاظ على أرواح النحل. حيث قام الباحثون بتصميم نحلة روبوتية يمكنها دخول الخلية، والتواصل مع النحل هناك، وتوجيه الأوامر له. مما يساعد في توجيه النحل نحو أزهار النباتات التي لم تُرش بالمبيدات، وبالتالي الحفاظ على أرواحها.
............................................
الى هنا
تحياتي ... سامي حسن بدر
إرسال تعليق