الفنان الذي عشق وجهه
رامبرانت
مقدمه
كان الظن أن فن "البورتريه" الشخصي بداياته القرن الثالث أو الرابع عشر، ولكن كان أقدم ذلك بكثير، منذ عهد الفنان المصري القديم، أي منذ آلاف السنين، فرأينا الفنان المصري يرسم نفسه بريشته على جدران المعابد والمقابر والأعمدة المصرية القديمة.- استمر الفنان تقليد رسم نفسه الى بعض الفنانين العالميين أمثال : رامبرانت، بيكاسو، رينوار، جوجان، مارك شجال، سيزان، فريده كالو، دافنشي، ... الخ ، ومن الفنانين العرب أمثال : محمود سعيد، منير كنعان، بيكار، صبري راغب، سيف وانلي، جاذبيه سري .. الخ .
- رامبرانت – بلغ عدد لوحات هذا الفنان وحده الى ما يقرب من 80 لوحة رسمها لنفسه، أي بمعدل لوحتين على الأقل كل عام، حيث كانت في عصر لم يشهد أختراع الكاميرات أو أجهزة الكومبيوتر والهاتف المحمول.
حياته
- الفنان العظيم "رامبرانت" من أحد فناني القرن التاسع عشر، ومن أصول هولندية، ومن مدينة "لايدن" الهولاندية، والذي فشل في دخول الجامعة وقرر أن يكون رساماً، وبالفعل أصبح فناناً له بصماته الفنية والعالمية، فاستطاع أن يكون ناجحاً معتمداً على نفسه ليحصل على ما يريد من شهرة ومال.- تزوج "رامبرانت" من أمرأة غنية، يعتقد أنه أستغلها مادياً، فماتت ، بعدها تزوج بممرضة لمدة عام، بعدها تزوج مربية شابة في عمر حفيدته، ولسوء الحظ تعرض للأفلاس لدرجة أنه أضطر إلى بيع مقبرة زوجته لكثرة ديونه.
- عاش حتى بلغ سن الثالثة والستين من عمره، استطاع أن يعبر عن تلك السنين في لوحاته، في أكثر من سبعين لوحة، رسمها لنفسه، هذا بخلاف لوحات أخرى رسمها تلاميذه له، بين أوروبا وأمريكا.
- "رامبرانت" لم يكن وسيماً من حيث الشكل، ولكنه عشق شكله واستمتع به، لدرجة أنه رسم نفسه في عدة صور مختلفة عن بعضها البعض في الرؤية والاحساس.
ظاهرة رسم الفنان لنفسه
لقد أصبح "رامبرانت" واحداً من أشهر الوجوه في عالم الفن، وذلك عندما ذهب ليرسم نفسه مرات عديدة، فظاهرة أن يقوم الفنان برسم نفسه ليست بجديدة، حيث قام العديد من الفنانين برسم أنفسهم، أمثال ( بيكاسو – فان جوخ – مايكل أنجلو – محمود سعيد – منير كنعان – بول جوجان .. الخ ).- ورغم الكثير من الفنانين قاموا برسم أنفسهم، إلا أن "رامبرانت" تأمل نفسه في المرآة بصورة ملفته للنظر، فهذه اللوحات تدل على موهبته وتواجده الفني وتقديس لنفسه، فله القدرة على العطاء الفني.
اختلاف لوحاته
لن تجد لوحة من لوحات "رامبرانت" تشبه الأخرى، فترى في لوحات رجل شاب بشعر جامح متمرد، أو ترى وجه متجهم متصنع الدهشة، أو ترى رجل يلهث ويتأوه، أو ترى شعراً رمادياً كالجنزبيل، وعينان زرقاوتان تارة ومعتمة بالظلال تارة أخرى، أو ترى أنف دهماء مخوخة كثيراً.. الخ من تعبيرات الوجه والشكل داخل لوحاته.- نرى الاختلاف في لوحاته يتمثل في التغييرات المجنونة في غطاء الرأس، والوجوه المتغيرة من صورة الى أخرى، كأنه يريد أن يعطينا أشاره إلى اللعب بدور ما .
أهم اللوحات
1- تجلي عبقرية الفرشاة الدقيقة التي رسمت خصلات الشعر المشعث في شرخ الشباب عام 1628 في لوحة صغيرة تعد أول لوحة شخصية للفنان بريشته في سن 22 عاماً .2- في الزي الرسمي والشارب المعقود عندما تطلع إلى المرآة ليرسم نفسه عام 1632 .
3- الأبهة وصلت إلى التطريز بالأحجار الكريمة في ملابس رامبرانت ليرسم نفسه داخل الاطار الثمين.
4- ألوان الكلاسيكية تحيط بالعيون السوداء التي تطل بلمسة الفرشاة المذهلة وكأنها حقيقة عندما رسم رامبرانت نفسه في عام 1660 في لوحة محفوظة بمتحف "المترو بوليتان" بنيويورك.
5- ابتسامة الكهولة، كيف سجلها العبقري رامبرانت في كهولته؟
6- براءة ظلت في نظرة العين حتى الكهولة.
7- لوحة شخصية لرامبرانت في والكر جاليري في ليفربول رسمها لنفسه في عام 1629 .
8- أناقة أزياء القرن السادس عشر ارتداها رامبرانت في شبابه وشيخوخته فرسم نفسه بالطوق الجلدي عام 1633 .
9- رسم رامبرانت نفسه بحزام الوسط الشيفون وكشكشة الصدر في عام 1658 في لوحة زيتية .
10- المرح مع الزوجة ساسكيا في عام 1636 .
11- بعد ما رسم رامبرانت أحد النبلاء في هذا الوضع قام برسم صورة مماثلة في عام 1640.
12- الدهشة تعبير التقطه الفنان لنفسه في عام 1630 بالمتحف البريطاني.
13- لوحة زيت على الخشب للفنان في مرسمه 1629 يقف فيها أمام لوحة تستند الى حامل ضخم الى جانب جدران متشققة الطلاء.
14- الفنان يرسم نفسه في لحظة الابداع عام 1666 .
15- الرأس الشاب بالباريه والايشارب عام 1629 بمتحف الفن بأمريكا.
16- متحف برلين 1636 .
17- الريشة الأرستقراطية تعلو رأس رامبرانت عندما كان في أوج رجولته عام 1629 .
المصادر
ملحق خاص تصدره مجلة "نصف الدنيا"في 30 من أبريل سنة 2000 م / العدد الثاني عشر.
..................................
تحياتي .. سامي حسن بدر
إرسال تعليق