اعلان الهد

الذكاء الاصطناعي والغش في الامتحانات

     الذكاء الاصطناعي والغش في الامتحانات     
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي من التقنيات الشائعة بشكل متزايد في مجتمع اليوم، حيث تتراوح تطبيقاته من السيارات ذاتية القيادة إلى التشخيص الطبي. ومن المجالات التي يتم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي التعليم، وخاصة في مساعدة الطلاب في دراستهم ومقرراتهم الدراسية. ومع ذلك، هناك قلق متزايد بشأن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لتسهيل الغش في الامتحانات. إن مسألة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يساعد الطلاب على الغش في الامتحانات هي قضية معقدة ومثيرة للجدل تستحق دراسة متأنية.
كيفية الغش بالذكاء الاصطناعي
- يمكن للطالب إدخال سؤال الامتحان أو موضوعه في نموذج للذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، ويقوم النموذج بإنشاء نص متماسك وجذاب يجيب على السؤال بشكل كامل.
- يمكن للطالب إدخال المسألة الرياضية في نموذج للذكاء الاصطناعي متخصص في الرياضيات، ويقوم النموذج بحل المسألة خطوة بخطوة وعرض الحل النهائي.
- إذا كان الامتحان بلغة أجنبية، يمكن للطالب استخدام أدوات الترجمة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لترجمة الأسئلة والإجابات.
- يمكن للطالب إدخال نص طويل (مثل مقال علمي) في نموذج للذكاء الاصطناعي، ويقوم النموذج بتلخيص النص بشكل مختصر ومفهوم، مما يساعد الطالب على فهم النقاط الرئيسية بسرعة.
- في الامتحانات التي تتطلب كتابة أكواد برمجية، يمكن للطالب استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المتخصصة في توليد الأكواد للحصول على حلول جاهزة.
- يمكن للطلاب استخدام تطبيقات مثل المساعدات الذكية (ChatGPT) أو برامج الإجابة الآلية للحصول على حلول مباشرة للأسئلة.
- في الاختبارات عبر الإنترنت، قد يستعين الطلاب بأدوات ذكاء اصطناعي لحل الأسئلة أثناء الامتحان دون علم المراقبين.
- تطبيقات تستخدم الكاميرا لحل المسائل الرياضية مع شرح الخطوات يمكن أن تُستخدم للغش في الاختبارات.
الذكاء الاصطناعي والغش في الامتحانات
طرق الغش بالذكاء الاصطناعي
يتم الغش من خلال الطرق التالية : ــ
البحث بمحركات البحث والدردشة
من خلال محركات البحث عبر الإنترنت أو من خلال برامج الدردشة التي توفر إجابات فورية. وقد يمنح هذا الطلاب ميزة غير عادلة على أقرانهم ويقوض نزاهة عملية الامتحان. وبهذه الطريقة، قد يسهل الذكاء الاصطناعي الغش ويقلل من قيمة المؤهلات الأكاديمية.
فباستخدام الأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل الهواتف الذكية، يمكن للطلاب البحث بسهولة عن إجابات لأسئلة الامتحان واستخدام تلك المعلومات للغش .
برامج المحادثة الالية
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء أدوات غش متطورة، مثل برامج المحادثة الآلية التي يمكنها تزويد الطلاب بالإجابات في الوقت الفعلي. ويمكن برمجة برامج المحادثة الآلية هذه للرد على أسئلة محددة وتقديم إجابات تتناسب مع محتوى الامتحان. وقد يجعل هذا من الصعب على المعلمين اكتشاف الغش، حيث قد تبدو الإجابات التي تقدمها برامج المحادثة الآلية وكأنها حقيقية.
انتحال شخصية الطالب
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي أيضًا لتوليد هويات مزيفة للطلاب، مما يسمح لهم بإجراء الاختبارات نيابة عن شخص آخر. باستخدام تقنية التعرف على الوجه، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صور رمزية واقعية يمكن استخدامها للغش أثناء الاختبارات دون وجود الطالب جسديًا. يمكن أن يكون هذا مصدر قلق أخلاقي خطير، لأنه يقوض نزاهة الاختبارات ونظام التعليم ككل.
توليد إجابات متطورة ومقنعة
ان التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مثل معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي، جعل من الصعب على المعلمين اكتشاف الغش. يمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي توليد إجابات متطورة ومقنعة لأسئلة الامتحان، مما يجعل من الصعب على المعلمين التمييز بين العمل الحقيقي للطلاب والمحتوى الذي يولد بواسطة الذكاء الاصطناعي. وهذا يثير المخاوف بشأن موثوقية وصلاحية نتائج الامتحانات، فضلاً عن موثوقية المؤهلات الأكاديمية.
الذكاء الاصطناعي والغش في الامتحانات
الأدوات والاجهزة التي يمكن أن يستخدمها الطلاب للغش
الهواتف الذكية
بها يبحث الطالب عن إجابات عبر الإنترنت أثناء الامتحان ، أو التواصل مع زملاء للحصول على إجابات ، أو استخدام تطبيقات حل المسائل، مثل Photomath لحل مسائل الرياضيات.
الساعات الذكية
عن طريق تحميل ملاحظات أو إجابات على الساعة الذكية لقراءتها أثناء الامتحان ، أو تلقي إشعارات أو رسائل تحتوي على إجابات.
سماعات صغيرة (Earbuds)
يمكن استخدام سماعات لاسلكية صغيرة جدًا، مثل سماعات "الزر" التي تُخفى في الأذن. وبها يتم التواصل مع شخص خارجي لإملاء الإجابات ، وسماع تسجيلات تحتوي على الإجابات أو الملاحظات.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي
باستخدام تطبيقات مثل ChatGPT أو Google Lens لحل الأسئلة النصية أو الإجابة على استفسارات معقدة ، و تطبيقات مثل Grammarly أو أدوات الكتابة التلقائية لتحسين جودة الإجابات النصية ، وذلك بكتابة السؤال في التطبيق للحصول على الإجابة الفورية.
- يمكن للطلاب استخدام روبوتات الدردشة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات للأسئلة أو مساعدة في حل الواجبات.
نظارات ذكية
ويستعان بها في تصوير أسئلة الامتحان وإرسالها لشخص خارجي للحصول على الإجابة ، أو عرض المعلومات على الشاشة المدمجة بالنظارات ، مثل نظارات Google Glass أو نماذج مشابهة.
المساعدات الصوتية
يمكن للطلاب استخدام المساعدات الصوتية مثل Siri أو Google Assistant للحصول على إجابات سريعة للأسئلة أثناء الامتحان.
برامج مخفية على الحاسب
في الامتحانات الإلكترونية، يمكن للطلاب تثبيت برامج لإخفاء صفحات متصفح إضافية، مثل Alt+Tab للتنقل بين التطبيقات ، أو تثبيت برامج للتحكم عن بعد ليتمكن شخص آخر من الإجابة بالنيابة عنهم.
شبكات التواصل الاجتماعي
عن طريق مشاركة أسئلة الامتحان في مجموعات على تطبيقات مثل واتساب أو تليجرام للحصول على إجابات فورية ، أوالانضمام إلى مجموعات متخصصة في الغش.
الأقلام والممحاة الذكية
هي عبارة عن أقلام تحتوي على ورق مخفي داخلي مكتوب عليه الإجابات ، أو ممحاة تحتوي على شاشة صغيرة يمكن عرض الملاحظات عليها.
الذكاء الاصطناعي والغش في الامتحانات
طرق الحد من الغش بالذكاء الاصطناعي
استخدام تقنيات الكشف عن الغش
يمكن للمؤسسات التعليمية استخدام برامج متقدمة للكشف عن الغش، مثل برامج مراقبة الامتحانات عبر الإنترنت التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمراقبة سلوك الطلاب أثناء الامتحان ، و للكشف عن أي نشاط مشبوه أثناء الاختبارات عبر الإنترنت.
استخدام تقنيات كشف الانتحال
استخدام برامج الكشف عن الانتحال لضمان أن الأعمال المقدمة هي أعمال أصلية ولم يتم نسخها من مصادر أخرى.
تصميم امتحانات ذكية
يمكن تصميم الامتحانات بطرق تجعل الغش أكثر صعوبة، مثل استخدام أسئلة تعتمد على التفكير النقدي والتحليل بدلاً من الأسئلة التي تعتمد على الحفظ فقط مثل : الأسئلة المفتوحة والسيناريوهات العملية وحل المشكلات .
استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التعلم وتقديم الدعم الأكاديمي للطلاب بطرق مشروعة، مثل توفير موارد تعليمية مخصصة ومساعدة في فهم المواد الدراسية.
- واستخدام برامج مراقبة الامتحانات عبر الإنترنت لمراقبة سلوك الطلاب أثناء الامتحانات ، تتضمن
التعرف على الوجه: للتأكد من هوية الطالب و الكشف عن السلوكيات غير الطبيعية: مثل النظر المستمر بعيداً عن الشاشة و مراقبة الشاشة لرصد الأنشطة غير المسموح بها على جهاز الكمبيوتر.
الاختبارات الحضورية
عند الإمكان، يمكن إجراء الاختبارات المهمة في بيئة حضورية تحت إشراف مباشر، مما يقلل من فرص استخدام الذكاء الاصطناعي للغش.
تعاون المعلمون مع المطورين وصناع السياسات
من الضروري أن يعمل المعلمون وصناع السياسات ومطورو التكنولوجيا معاً لمعالجة هذه التحديات وضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي في التعليم. ومن خلال القيام بذلك فقط يمكننا تسخير الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي لدعم تعلم الطلاب وتطورهم مع الحفاظ على مبادئ النزاهة والصدق الأكاديمي.
تعليم أخلاقيات استخدام التكنولوجيا
توعية الطلاب بأهمية النزاهة الأكاديمية وأخلاقيات استخدام التكنولوجيا، وذلك من خلال: ورش العمل والدورات التدريبية لتعزيز الوعي بأهمية النزاهة الأكاديمية.
توعية الطلاب
من المهم توعية الطلاب بأهمية النزاهة الأكاديمية وأخلاقيات استخدام التكنولوجيا. يجب أن يفهم الطلاب أن الغش لا يساعدهم في التعلم الحقيقي.
تغيير أساليب التقييم
التركيز على أساليب تقييم تتطلب التفكير النقدي والمشاركة العملية، مثل المشروعات التفاعلية أو الاختبارات الشفهية.
تقليل الاعتماد على الأجهزة
تصميم امتحانات لا تعتمد على استخدام الأدوات القابلة للتلاعب، مثل الحاسبات.
استخدام التقنيات المضادة
استخدام أجهزة كشف المعادن أو الأجهزة اللاسلكية للكشف عن الأدوات المخبأة.
الذكاء الاصطناعي والغش في الامتحانات
عواقب استخدام الذكاء الاصطناعي في الغش
تقويض مبدأ الصدق والنزاهة
ينبغي الاخذ في الاعتبار العواقب الأخلاقية المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعي للغش في الامتحانات. فالغش يقوض مبادئ الصدق والنزاهة التي تشكل أهمية أساسية في التعليم. ومن خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للغش، لا ينتهك الطلاب القواعد واللوائح الأكاديمية فحسب، بل ويعرضون قيمهم الأخلاقية للخطر أيضا. وهذا يثير تساؤلات حول نوع الأفراد الذين نعمل على تشكيلهم من خلال نظامنا التعليمي والتأثير الأوسع للغش على المجتمع ككل.
تقويض مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات
ان انتشار الغش في الامتحانات قد يخلف عواقب طويلة الأمد على التطور الأكاديمي والمهني للطلاب. فباستخدام الذكاء الاصطناعي للغش، قد لا يطور الطلاب مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والتحليل الضرورية للنجاح في اقتصاد المعرفة الحالي. وقد يكون لهذا تأثير ضار على آفاق الطلاب المستقبلية وقدرتهم على المنافسة في سوق عمل عالمية وتنافسية.
الانتقاص من سمعة المؤسسة التعليمية
ان استخدام الذكاء الاصطناعي للغش في الامتحانات قد يكون له تأثير سلبي على سمعة ومصداقية المؤسسات التعليمية. وإذا أصبح الغش منتشرا على نطاق واسع وغير قابل للكشف، فقد يؤدي ذلك إلى تقويض قيمة المؤهلات الأكاديمية وتقليص الثقة التي يضعها المجتمع في النظام التعليمي. وقد يكون لهذا عواقب بعيدة المدى على نزاهة التعليم والاعتراف بالمؤهلات من قبل أصحاب العمل وأصحاب المصلحة الآخرين.
تراجع مستوى التعليم
إذا اعتاد الطلاب على الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لحل مشكلاتهم، فإن ذلك سيؤدي إلى تراجع في مهاراتهم في التفكير النقدي وحل المشكلات والإبداع.
عدم النزاهة الأكاديمية
يؤدي الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى خلق بيئة غير عادلة، حيث يحصل بعض الطلاب على درجات عالية دون بذل الجهد المطلوب، بينما يبذل طلاب آخرون جهدًا كبيرًا دون الحصول على التقدير المناسب.
صعوبة الكشف عن الغش
يصعب على المدرسين والأساتذة اكتشاف الغش الذي يتم باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يصعب تمييز النصوص التي كتبها الإنسان عن تلك التي كتبها الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي والغش في الامتحانات.......................................................
الختام
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للتعلم وتحقيق التطور الأكاديمي إذا تم استخدامه بشكل صحيح. ومع ذلك، إساءة استخدامه من قبل بعض الطلاب قد يؤدي إلى قضايا أخلاقية مثل الغش. الحل لا يكمن فقط في تقييد الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، بل في توعية الطلاب وتحفيزهم على تحقيق النجاح بجهودهم الخاصة.
يمثل استخدام الذكاء الاصطناعي في الغش تحديًا كبيرًا للتعليم، ولكن يمكن مواجهته من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى الكشف عن الغش وتشجيع التعلم الحقيقي.
ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن الذكاء الاصطناعي ليس حلاً مضمونًا لمنع الغش أثناء الامتحانات. لا يزال بإمكان الطلاب إيجاد طرق للتغلب على أدوات المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والغش أثناء الامتحانات. يجب على المعلمين أن يظلوا يقظين وأن يستمروا في تطوير استراتيجيات جديدة لمنع الغش والحفاظ على نزاهة الامتحانات.
( فالغش وباء لكل المجتمعات ،، من غشنا فليس منا )
تحياتي ... سامي حسن بدر

أكتب تعليق

Facebook SDK

اعلان الهد